شريط الإهداءات

الثلاثاء، مايو 03، 2011

مومس موسمية (الجزء الاول)



لم تكن اقدارها متحالفة معها ولم يكن الربيع صديق قلبها
تعلواابتسامته لمسة شاحبة وتكتسى عيناها ملامح الفقد
لاتتحدث كثيرا ولاتستيقظ من غيبوبتها الا وقت ماتعرض مايخبها بستانها الجميل
ولم تنسى يوما انهااعتادت ان تاخذ حنانها من تلك العصى المنتصبة رغم ايقانها انها مجرد سلعة لاقيمة لها في سوق النساء
...
تلك هي عبير ذات الاربع وعشرين خريفا كانت تحفة صاغها الرحمان في اجمل صورها ولكنها لاتشعر بما وهب الله لها
ناقمة على الحياة وعلى الاقدار والله وكل هذا بسبب طفولتها البائسة التي جعلت منها خيال لايمتد للواقع سوى بافعالها
فطفولتها بدت تتلاشئ في السادسة من عمرها حينما كان يهاجمها ذئب الليل ويلتصق خلفها وينهش في التفاحتين التي لم تخرج من جذعها بعد
ولم يتوانى عن نبش تربتها التي لم تروى ولم تدب فيها الحياة
ولصغرها وجهلها ولااحساسها بانه امانها لم ترفض اوتقاوم
وقدصور في مخيلتها ان الحياة مجرد التصق يمدها بما تفتقده
واستمرت عبير على ماهي عليه فكل ليلة حينما تنام ملاك الرحمة تفتح باب الوهم وتنتظر ذئب الليل ليونس وحدتها ويطفئ ماشعله فيها
توالت الايام وبدات عبير تبحث عن اسرار انوثتها واصبحت انثي كاملة الرغبات وهي لم تتجاوز العاشرة بعد لكنها استيقظت على حقيقة مرة حينما حدثت خادمتهم بما يجري معها
ولم تكن الخادمة تلك امينة
سوى ابليس اخر
فاخبرتهاان كل مايحدث لايجب ان يحدث وان له الحق في البحث عن ذئب اخر
اخذت تفكر عبير ماذا ستفعل؟ ومن البديل سيكون ياترى
وقد نضج عقلها بما يكفى وقررت ان تستمر مع ذئب الليل وان تجد لها بديل لها في سنها
لم تجد عبير اوسم من ابن الجيران علاء والذي يكبرها بسبع سنوات
كبرت في راسها منابع الاشتياق واخذتها افكارها الي طريقة تستطيع بها الايقاع بالشاب الوسيم
ولم يكن علاء حينها مهتم بالفتيات وكل ماكان يشغله الدوري السعودي وفريقة ودراجتة التي يطوف بها احيائهم الفقيرة ودراستة التي ستوصله لاحلامة
رسمت عبير خطتها على مواقد الامل وبدات تحمي لاشعال الساكن فيه
نزلت عبير ذات يوم وقد علمت مسبقا مواعيد وصول علاء
عبير مرحبا علاء
علاء اهلا عبير
عبير هل تعلم ياعلاء انك اوسم شباب الحي
علاء تئطئ راسه شكرا عبير
عبير ههههههه هل تشعر بالخجل
علاء انا لا لا
عبير اذن ماخطبك
علاء مرتبك قليل فلم يحدث ان تحدثنا سابقا
لم يعجب عبير الامر وشعرت ان مارسمت اليه قد يفشل فبادرة سريعا واتخذت الفعل
ومن غير وعي من علاء ارتمت عبير بين احضانة واخطتفت الشهد من بين شفتية
تصمرت ملامح علاء من الدهشة والخوف
علاء ماذا فعلتي
عبير الم اعجبك
علاء لم اقل ذلك ولكنك طفلة
غضبت عبير واحتقنت عيناها بالدمع واخذت تركض الي منزلهم
اما علاء فبات يفكر بعبير وبدموعها ومافعلته وبدات تتحرك فيه مكامن الفتنة والحب
في اليوم الثاني وفي الصباح الباكرانتظر علاء عبير امام المنزل وما ان رائها رمى لها ورقة
والتقتطتها عبير دون ان يشعر ذئب الليل
وفي حمام المدرسة فتحت عبير الورقة وكان مكتوب فيها سارئكي الساعة الخامسة داخل منور البناية
طارت عبير من الفرح وكانت الساعات عقارب تلدغها لبطئها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق